دكاكين الإعلام والتقطيع في الزمالك !!

عندما تجد نفسك أمام إعلام تغيب عنه لغة العقل والمنطق .. وترى أن لغة المصاطب والمصالح هي السائدة فتأكد أنك تشاهد إعلام قنوات مودرن الرياضية .. وأنك أصبحت مجبراً ـ طالما أخذك الريموت كونترول إليها ـ على مشاهدة وصلات (ردح) وأحاديث لايغيب عنها النفاق واللف والدوران واللعب على كل الحبال ، وتستمع إلى جمل كيدية .. نسائية المفردات ليس لها مثيل .. أما إذا قادك حظك العاثر وضغط سهواً على الريموت فتوجه بك إلى قناة رسمية وشاهدت فاصلاً من السحلبة و (الدحلبة) وحسوكة العبارات وسمعت جمل معسولة لاتخلو أبداً من السم المدسوس فتأكد أنك تشاهد ياسر أيوب (اللبيس) الخاص بالمرحوم صالح سليم .. وأعلم أنك أدرت وجهك فقط من مصطبة إلى أخرى ، وبالتأكيد أنك ستبكي بـ (حرقة) على الإعلام المستنير الذي شبع موتاً من بعد العملاق فهمي عمر والمبدع كامل البيطار .

في الأسبوع الأخير وبعد أن اشتدت المنافسة على بطولة الدوري بين الزمالك والإسماعيلي ويأتي من بعدهم إتحاد الشرطه وإنبي ليحل الأهلي خامساً باتت مصالح الكثيرين من المحسوبين على الإعلام الرياضي مهددة ، وكنا نتوقع شراستهم التي ستزيد بزيادة خيبة فريقهم المحبب ، كما تعهدنا مسبقاً بفضح تحيزهم السافر من خلال هذا المنبر ، لذا حاولت في هذه الإطلالة أن أقوم بحصر بعض المشاهد لهذا الإعلام المفسد وأترك لحضراتكم الحكم عليها فلتشاهدوا :

المشهد الأول : التناول الإعلامي لمشكلة البث :-

مع أن نسب البث كانت توزع في الماضي بالتساوي بين الزمالك والأهلي وأن الجديد في موضوع البث هذه المرة هو إصرار مسئولي النادي الأهلي على تمييزهم عن الآخرين باختراع مايسمى بنسبة الأكثر بطولات ، وأن الطبيعي في هذه الحالة أن يكون اللوم على من يحاول تمرير تغيير النسب وليس محاولة (تلبيس العمة) للمتضرر من هذا التغيير كما تحاول أن تفعل برامج كل من ياسر أيوب ومدحت شلبي وشوبير فكل منهم يتبنى وجهة نظر الأهلي ويعضدها حتى أن ياسر أيوب استضاف عمرو وهبي موظف إتحاد الكرة عندما لمس أنه يملك مبررات تمييز الأهلي وعلى الفور قدمه على أنه زملكاوي حتى تكون (العمة مظبوطة) ، والأخير لايعنيه إلا الدفاع عن (شغله) وجداول الإكسل التي سهر عليها الليالي إلا أنه اصطدم في رجل زملكاوي رائع يتحدث بالحجة إسمه المستشار أسامه المليجي جعله يبلع لسانه أثناء حوارهما معاً عن موضوع البث وإقتراح الزمالك المتعلق به .. أما شوبير وشلبي فكلاهما يحاول اللعب على الجماهيرية والقيمة التسويقية بأسلوب اللف والدوران واللعب على كل الحبال المعروف عنهما .

المشهد الثاني : أبوالمعاطي على مصطبة هنا الهلفطة :-

أبو المعاطي هذا الصحافي المغمور ورئيس تحرير إحدى المطبوعات الصفراء المعدة تحت (بئر السلم) ، والذي خاف وارتعد من أحمد حسن لاعب الأهلي من قبل بعدما تجرأ وكشف عن تصريحات لللاعب يصف فيها مدربه حسام البدري بأنه فاشل .. ثم تراجع وأبدى الندم وقدم فروض الولاء والطاعة وتأسف أسفاً شديداً على الهواء مباشرة خوفاً على السبوبة ، هذا المعاطي أطلق لنفسه العنان وهو يتحدث عن مشكلة البث مع (مصطبة) مصطفى يونس وقال إن مجلس الزمالك يحاول التعتيم على (خيبة المئوية) فاخترعوا موضوع البث .. ونحن من هنا نوجه عناية السادة أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك وإعلامهم (النائم في العسل) بضرورة التصدي وأخذ مواقف حازمة مع هؤلاء المرتزقة ليتوقفوا عما يقدموا من إسفاف وإساءة متعمدة فهم ليسوا أقل من أحمد حسن الذي أبلعه لسانه ، كما نبلغ معاطي بأن المئوية لم تبدأ بعد كي تحكم عليها بالفشل (الذي تتمناه أنت وأمثالك) ولا أعتقد أن مئوية سيكون نجوم حفلها الرئيسي هم هاني شاكر ومحمد منير وعمرو دياب وليس مطرب الحمار فاشلة فضلاً عن باقي برامجها الرياضية والثقافية المتميزة ومايملكه نادي الزمالك العظيم من نجوم مجتمع يشار لهم بالبنان في كل مناحي الحياة .. وإذا كنا ننقد نحن بعض الأمور في لجنة المئوية فهو بدافع أن تخرج المئوية في أبهى صورة لها وليس لإعطاء أمثالك الفرصة الدخول فيما لايعنيك .

المشهد الثالث : إستضافة ياسر أيوب لـ أيمن عبدالعزيز :-

فجأة أصبح أيمن عبدالعزيز لاعب الزمالك السابق حبيب إعلام المصاطب لا لشئ إلا لوجود خلاف بينه وبين النادي على مستحقات متأخرة له ووجود علاقة بين هذه المتأخرات وقرار لجنة عبدالغني (صاحب المقشة الشهيرة) بعدم القيد لحين تسوية الخلاف .. فأصبح عبدالعزيز ضيفاً دائماً وفقرة رئيسية في كل برامج المصاطب ليتوعد الزمالك ويهدده بمنعه مما دائماً يسميه بإيقاف (الترانسيفير) في فترة القيد الحالية ، ونسى أن نفس الإعلام هو الذي كان يقطع فيه بلا هوادة عندما كان نجماً بصفوف الزمالك .. الطريف أن ياسر أيوب كان أكثر ما يهمه بعد حث أيمن على التقطيع في ناديه الذي (رباه) هو سؤاله عما إذا كان قد هنأ أبوتريكة على هدفه المائة الذي أحرزه في مرمى المقاصة من ضربة جزاء (على الطريقة الحمراء) أم لم يهنأه .

المشهد الرابع : التناول الإعلامي لـ نرفزة شيكابالا بعد التعادل مع الإنتاج :-

دخلت جميع برامج الإسفاف في سباق محموم على عرض صور شيكابالا أمام غرفة خلع ملابس زملائه بعد المباراة التي تعادل فيها فريق الإنتاج الحربي مع الزمالك وهو منفعلاً وأدلى كل مقدم منهم بدلوه في الموضوع .. وكلهم أمل في أن تحدث الوقيعة بين اللاعب والكابتن إبراهيم حسن مدير الكرة لعل وعسى أن تسفر الواقعة عن خلاف يؤدي إلى ابتعاد شيكابالا المزعج عن طريقهم .. ولأن ربك إسمه (العدل) تصادف أن تحدث واقعة للاعب الأهلي حسام غالي في نفس التوقيت عندما تعدى بالسب والقذف على زميله محمد طلعت في تدريب الفريق مما جعل طلعت يخلع قميصه ويلقي به في الأرض وبعد أيام قليلة من قيام غالي بجذب زميله معتز إينو من (قفاه) بقوة والقذف به بعيداً وهو يصور مع إحدى القنوات .. ويقوم الإعلام المأجور بالتعتيم على الواقعة تماماً ليكشف أمام الجميع مدى التحيز السافر فيما يقدمونه من إعلام موجه .

المشهد الخامس : مباراتي الزمالك مع الإنتاج والأهلي مع المقاصة :-

لم تتطرق الأستوديوهات التحليلية الحمراء الموجهة لمباراة الزمالك مع الإنتاج الحربي إلى ضربة الجزاء الصحيحة لـ حسن مصطفى لاعب الزمالك مع العلم أن الطبيعي في مباريات مثل تلك التي يدافع فيها فريق بكل لاعبيه في منطقة جزائه لاتنتهي إلا بخطأ مثلما حدث من مدافعي الإنتاج وكان ينبغي تسليط الضوء عليها .. كما كان من الأهمية بمكان تسليط الضوء على الهدف الصحيح الملغي للمقاصة في الأهلي وليس محاولة إيهام المشاهد بأنها لمسة يد .. كما كان الأجدر التركيز على ضربة الجزاء الظالمة التي احتسبها الحكم محمد عبدالقادر مرسي لـ ملك الحركات وهي (فاول) عليه أصلاً ، ليكون هدف أبوتريكة (المائة) هدفاً غير شرعياً .. ولكن مارأيناه هو تكرار هدف المقاصة وتوقيف الصورة وإبعادها وتقريبها ثم إعادتها من جديد في كل برامج الإسفاف لتأكيد أن الهدف من تسلل .

عزيزي القارئ : هذه بعض المشاهد من إعلامنا المتربص دائماً بنادي الزمالك وهو من أهم مغذيات التعصب والإحتقان الجماهيري ، والغريب أنه مازال هناك من الإعلاميين من يقول لا نحن لسنا متربصين وعلى رأسهم مدحت شلبي الذي افتعل مشكلة مع التوأم مؤخراً وهاجمهم بضراوة من مصطبته في دكانة دعبس على خلفية مباراة (ذوب أصفهان) لتكون عربون مصالحة مع القيعي والجماهير الحمراء بعد سوء العلاقة معهم في الآونة الأخيرة .

آخر الكلام:

عودة العالمي ميدو من جديد إلى بيته أصابت الإعلام الأحمر بالذعر وجعلتهم فقط يتحدثون عن مشاكل قادمة قد تحدث بينه وبين عمرو ذكي ويمنون أنفسهم بذلك .. في حين أنهم لم يتحدثوا عن مشاكل مرتقبة بين متعب العائد بعد فراره ومحمد فضل مثلاً ، كما تغنوا بقولة القيعي الشهيرة أبناء النادي في الخارج معهم المفتاح .. ورغم أن اللاعب هو الوحيد في مصر المصنف عالمياً كونه لعب لأكبر الأندية في أكبر الدوريات الأوروبية إلا أنه لم يجد الحفاوة اللائقة به من الإعلام المأجور منذ عودته ، وهذا ذكرنا بالإزدواجية المقيته التي يمارسها هؤلاء عندما يصوروا لعبة الكعب إن كانت من أبوتريكة على أنها فن وسحر وإنما فردية في الأداء وعدم جدية إن كانت من نجم النجوم شيكابالا .